• سبتمبر 19, 2024

انعقاد لقاء بخصوص الأدب والنثر في أفغانستان بمقر مؤسسة جلال

1403/03/8
عُقِد بمقر مؤسسة جلال لقاء تشاوري مع مشاهير الكُتَّاب والشعراء في البلاد حول تطوير وتنمية الأدب والنثر في أفغانستان، برئاسة الحافظ أنس حقاني.

شارك في هذا اللقاء عدد من أعضاء أكاديمية العلوم، وأساتذة جامعة كابول، والكُتّاب والمثقفين المستقلين، ونيابة عن مؤسسة جلال استهل اللقاء السيد عبد الستار سعادت بالترحيب بالضيوف، ثم ألقى ضوء على أنشطة المؤسسة وأقسامها.

بعدها قرأن محمد عليم بسمل مقدمة الدعوة لهذا اللقاء، وبعد التعارف بدأ المشاركون بعرض الأفكار وإبداء الأراء.

في البداية تحدث الدكتور نور الحبيب نثار، ووصف مثل هذه التجمعات واللقاءات بالمؤثرة، وقال: إن أفغانستان منطقة أحداث ساخنة وينبغي تشجيع الناس على الكتابة لحفظ تلك الأحداث. كما تطرق إلى التعاون مع المؤلفين في طباعة الكتب المؤلفة. وأضاف: “إن ما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي، إن لم يكن جميعها إيجابية لكن رغم ذلك فإن ملكة الكتابة لدى الناس تتحسن معه، مع ضرورة تعزيز النظام الأخلاقي الاجتماعي، كما يجب تثقيف أفكار الناس وأذواقهم، وإذا استخدمنا أسلوب “الحظر” فقط مع الغزو الثقافي الأجنبي، فلا يمكننا أن ننجح، يجب أن يكون لدينا بدائل لكل شيء، نحن الآن بحاجة إلى المسرح، والسينما، والدراما وأشياء أخرى من هذا القبيل”.

وقال الأكاديمي الدكتور محيي الدين هاشمي: إن توفير الفرصة لإقامة مثل هذه التجمعات واللقاءات في ظل هذه الظروف أمر كبير. وأضاف: “لقد رأينا عناية الراحل “حقاني” بالحضارة والثقافة بأم أعيننا، والآن أصبحت الباشتو لغة إنتاج أيضاً، في حين كان يترجم إليها في الماضي فقط، والعمل جارٍ في الأكاديمية والجامعة، ولكن هناك حاجة إلى بعض الترتيب والتنسيق والتنظيم، بالإضافة إلى محدودية إمكانيات الطباعة”.

وقال الكاتب والمحلل السياسي ذاكر جلالي، من الطبيعي أن يكون في المجتمع عشاق للشعر وللنثر، ويجب الاحتفاظ على هذه الطبيعة، “إني أنظر إلى النثر الحالي بإيجابية، وبرأيي أنه لم يبلغ هذه المرحلة من الإثراء في التاريخ، لكن ينبغي أن تمنح له المنصات، ويتم تشجيع الشباب على المطالعة فيه، ومثل هذه المؤسسات تعتبر عناوين جيدة لذلك، ولو وجدت هناك مجلة قياسية، أو على سبيل المثال تم إنشاء موقع مناسب للنثر، وتم كتابة النقد أيضاً، فسيحيى المجتمع.”

وبدوره قال الكاتب والشاعر عبد الله عزام، رئيس مكتب نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، إن النثر الجيد يمكن أن يُكتب عندما يُقرأ نثر جيد، والخبرة والتكرار والوقت المحدد يمكن أن يجعل النثر قويًا، وأضاف: “لقد أجبرت نفسي على تخصيص بعض الوقت للكتابة في اليوم والليلة، وبفضل ذلك تمكنت من ترجمة كتاب سميك في وقت قصير جدًا. فأنا لا أقضي وقتي المخصص للكتابة فأي شيء آخر، ولم أعمل على الكتاب الذي ترجمته إلا بعد صلاة الفجر”.

وقال الحافظ أنس حقاني: “إن اللقاءات والتشاور مع أهل الذوق لها أثر طيب على الكتابة، “سنعقد مزيداً من مثل هذه اللقاءات، وسنجمع آراءا مثل هؤلاء الكُتَّاب الكبار على شكل مطبوع أيضاً، ومسؤوليتنا جميعاً أن ننقل قيمنا إلى الجيل القادم وأن نخرجهم من الشعور بالذل والاحتقار الوطني”.

وأشار السيد حقاني إلى الأستاذ شهرت ننجيال والذي كان أحد المشاركين في اللقاء، قائلاً: “هناك قيم عرفية في ثقافتنا يتم اتباعها إلى جانب الشعائر الدينية، وتساعد في حل وفصل النزاعات والمشاكل بشكل فعال. وقد ذكر السيد ننجيال أمثلة كثيرة من ذلك في كتابه [اثنا عشر جرامًا من المخ].

وقال الدكتور لطف الله خيرخواه، النائب العلمي لوزارة التعليم العالي، إن مثل هذه المناقشة لا ينبغي أن تطرح مقارنة بالشعر، فالشعر نفسه له قيمة أيضًا. وأضاف خيرخواه إنه يجب الاهتمام تهذيب أذواق الناس وإنشاء آلية لطباعة الكتب: “بالنظر إلى تاريخ الأندلس، فإن سبب نمو العلم هو أن الذوق الأدبي كان شائعا جدا هناك. يجب أن تركز مؤسسة جلال أكثر على تهذيب الأذواق الأدبية، فقليل من الناس يذهبون إلى كلية الأدب عن طريق الذوق وأغلبهم يذهبون عن طريق الاختبار الشامل؛ فإذا لم يمتلك المرء الذوق الأدبي فإن نثره العلمي سيكون ركيكاً بالطبع. وقراءة النثر الجيد فقط لا يمكن أن تحسن ملكة كتابة النثر. هناك العديد من الطلاب الذين يدرسون مواد العلوم الطبيعية باللغة الإنجليزية، لأن هذه العلوم لم تكتب باللغة الباشتو بشكل جيد، وكنت أرى السيد ذاكر جلالي وكان طالبًا في الحقوق لكنه كان يطالع كتاب [فن كتابة النثر] للأستاذ أسد الله غضنفر، وهو الآن يكتب نثرًا جيدًا”.

وقال المولوي صبغة الله وصيل الأكاديمي بوزارة التعليم، إنه لم يتم الحفاظ على التوازن بين الشعر والنثر: “نرى في التاريخ الإسلامي أن الرسول صلى الله عليه وسلم في المسابقات الأدبية والعملية كان لديه شاعر وإلى جانب خطيب، وعندا عرضت قبيلة بني تميم المسابقة، رشح النبي صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت في الشعر، ورشح خطيب تلك الفترة في النثر والمناقشة . وهذا اللقاء الحالي مبادرة جيدة، فنحن نواجه فقراً في مجال النثر، وفق مقولة العلامة الندوي رحمه الله: إنه ينبغي أن نخرج إلى حالة الهجوم الفكري”.

وقال الدكتور عبد القيوم زاهد مشواني، إذا كانت النصوص العاطفية ضرورية، فإن النثر العلمي والمعرفي أكثر ضرورة “إذا كانت السفرة تحتوي على شتى أنواع الأكلات والفواكه، إلا أن هناك بعض الأغذية تعتبر ضرورات غذائية بالنسبة للمرء الجائع، فلو لم يأكل بعض أنواع الفواكه لن يواجه أي مشكلة، وخلال الترجمة يلاحظ المرء أننا لا نزال لا نملك الكثير من المصطلحات والكلمات البديلة، كنت أترجم كتاب عبد الحي حبيبي [أفغانستان بعد الإسلام] فواجهت كلمات مثل (قصبه، ده، قريه، وغيرها) عجزت عن عثور مترادفات لها.

وقال الأستاذ الدكتور أجمل شكلي، إن الأستاذ سعد الدين شبون كان يشجع الشباب على كتابة النثر، لأن الشعر ليس مسؤولًا جدًا: “في النثر، يجب أن تكون لديك رسالة كما أنه يلين الإنسان. فالأستاذ غضنفر كتب تأليفاته بطريقة تخلق فيك اللطف واللين دون أن تشعر، كما أن الحرية مهمة جداً لقوة النثر. النثر موضوع واسع، يجب علينا تحديد مجالاتنا الأكاديمي. غلام محمد غبار والعلامة حبيبي وأحمد علي كهزاد جعلوا هويتنا الوطنية واضحة للغاية من الناحية التاريخية، لكن مرت 40 سنة منذ أن فقدنا المؤرخ. إنتاج المعرفة منخفض، وعلينا أن ننقل النظريات إلى الأجيال القادمة، ونرجو من مؤسسة جلال أن تمهد السبيل لإقامة أمسيات نثرية، ليقدم فيها الشباب نثرهم مثلما يلقون أشعارهم في الأمسيات الشعرية”.

وقال ضياء الإسلام شيراني، الأستاذ بجامعة كابل ، إن اللغة ليست مجرد وسيلة للتواصل والتفاهم، بل هي هوية أيضاً ويجب توعية الناس بذلك، “بالإضافة إلى ذلك، يجب حل مشكلة طريقة كتابة البشتونية، فلابد من اتخاذ اجراءات حيالها مهما استغرق من وقت، كما ينبغي على المؤسسة أن تستهدف مباحث محددة، والتركيز على قراءة الكتب وتأليفها”.
وقال محب الله طرابي، أستاذ في جامعة كابول، إنه يجب الفصل بين الكتابات الاستقصائية والفنية، وينبغي القيام بعمل محدد. فالاستدلال في النثر الأكاديمي يكون عقلانيا، لكنه في النثر الفني يكون عاطفيا: “يجب أن تسجل الذكريات، فقد مرت أوضاع متباينة هنا، وبذلك سيحفظ التاريخ من جهة ويعزز النثر من جهة أخرى. فمن ذكريات صديق والدي عام 1357 هـ ش أنه قال لي: هل تعرف لماذا سميت بـ محب الله؟ قلت: لا! قال: كنت ووالدك وشخص آخر في السجن معًا، فأخذوا صاحبنا واستشهدوه، فقررت أنا ووالدك أنه إذا رزقنا بأبناء فنسميهم بـ” محب الله”؛ لأن اسم صاحبنا الشهيد كان محب الله. فاقتراحي لمؤسسة جلال أن تنبش في مشاعر الناس وتُقَيِّد ذكرياتهم”.

وقال البروفيسور صلاح الدين مومند، الأستاذ بجامعة كابول، إنه يجب تحميل الكتابات على الإنترنت، ومن الضروري ترجمة المواد النافعة: “يجب أيضًا ترجمة المصطلحات الأجنبية إلى مترادفاتها، إن مسؤولية العمل في العلوم الطبيعية ليست على عاتق الكُتّاب، كما يستحسن طباعة ونشر أعمال ومؤلفات العاجزين، كما ينبغي العناية بالمجال الأدبي للأطفال.
وقال نجيب الله نايل، عضو أكاديمية العلوم: “توجد مثل هذه المؤسسات في دول الأخرى أيضاً، ويجب إقامة علاقات معها، كما يجدر إنشاء مركز أبحاث يمكن للطلاب إجراء البحوث فيه، كذلك لو نقلت المخطوطات وأعيد نشرها وتحقيقها فسيكون أمراً حسناً جداً”.

وقال الكاتب والمترجم شرر سابي، العضو في أكاديمية العلوم، تتم في وسائل الإعلام ترجمات خاطئة لكنها تشتهر، فقد ألف بهاء الدين مجروح كتابا عن المختصرات باللغة الفرنسية، ثم ترجمه أحدهم، وعندما قرأه الناس هناك قالوا: لم نسمع عن أفغانستان سوى الحرب. وأضاف السيد سابي: “يجب التفكير في المواد الخام وإعطاؤها للكُتّاب ليؤلفوا كتباً عنها. الروايات التاريخية مهمة جدًا، وقد رأينا مثل هذه المواقف، وكان من الأجدر أن تكون الروايات التاريخية لدينا أكثر من أي قسم آخر”.

وفي النهاية شكر الحافظ أنس حقاني، رئيس مؤسسة جلال جميع المشاركين على الحضور، ووعد بأنه سيهتم بمثل هذه القضايا وسيمضي قدما وفق مشورات ونصائح الجميع.

إقرأ السابق

الفيلم الوثائقي الخاص محمد أشرف مالانج

اكتب إعادة التشغيل

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر شعبية